فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت
يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِجل
الغيبة لغة: من الغَيْب “وهو كل ما غاب عنك” , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: “الغيبة من الاغتياب… أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء” .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي بقوله: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) .
ولم يرد في كلام النبي تقييده بغَيبة المذكور, لكنه مستفاد من المعني اللغوي للكلمة.
قال النووي: “الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره” .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
ذكر النبي بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في
بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو
ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك
مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره :
الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة الله يهديه ونحو ذلك ،
فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار
المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت
من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت… ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام
فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .
اخوتي في
الله نجد
صور الغيبة ايضا تتمثل في مشاهدتنا لبرامج التوك شو سواء في السياسة او
الفن او غيرها من البرامج حين نجد ان البرنامج يقدم بعض الاشياء ليست صحيحة
ونقع في الخطأ ونصدق كل مانسمع فنبدأ بالحديث عن هذا الموضوع وفي النهاية
نكتشف ان هذا الموضوع ليس له اي اساس من الصحة ….. ما ذا استفدنا لا شيء
غير اننا اثقلنا انفسنا بالذنوب عافانا الله واياكم .
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:
بّين النبي الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث “قيل: أرأيت إن كان
فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما
تقول فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله
رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي :
((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال:
((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله : {والذين يؤذون المؤمنين
والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}
[الأحزاب:58].